حين تجتمع الأسباب مع بعضها ضد أحدهم ليقع المحظور فلا شيء يردّها أو يستطيع ان يصدّق أي تبريرات لها وهذا ما حدث مع (كاهان) حين اجتمعَتْ الظروف ضد علاقته مع (غولسوم)...فقد تكون الصدمة وردّة الفعل قاتلة حين يخيب الأمل بشخص كنت تعدُّه أغلى ما في حياتك وتسودّ الدنيا وتُغلَق جميع أبواب الأمل في عينيك هذا ما كانت عليه (غولسوم) حين علِمَتْ بسفر مَن كانت تعتبره الشخص الأول في حياتها خطيبها دكتور الأسنان (كاهان) واللذان كانا يحضران لحفل زفافهما بعد أسبوعين من ابلاغهما قراره بالسفر لافريقيا وتأجيله فكرة الزواج لوقت لاحق قد يستغرق عدة سنوات..فلَكَ ان تتخيل ما أصابها وهي التي كانت في غاية الحماس لذلك العرس الذي حلِمَتْ به..أضِف لخيبتها تلك اعتقادها وظنها بأن (كاهان) كان يخونها مع صديقته الجديدة التي سيرافقها لافريقيا في رحلته تلك...رغم كونه بريئاً الا ان (غولسوم) ظلَّتْ على قناعتها لتخرج منهارة تماماً من ذلك الموقف الذي عصف بحياتها ليصادفها (جمال) الشاب القروي الوسيم وهو في طريق عودته لقريته الجميلة فيشفق عليها لحالتها التي يُرثى لها اذ كانت منهارة تماماً تبكي وسط الطريق ولا يأبه لها أحد من المارة..استغرب الشاب القروي لتلك الحالة...كيف لكل هؤلاء الناس ان يمروا بصبية تبكي بهذه الحرقة ولا يهتم لها أيٌّ منهم...توقف (جمال) وحاول ان يهدئ من روعها قدر المستطاع مستغرباً مَن باستطاعته ان يقهر أو يُحزن تلك الشابة الجميلة.